التعليم عن بُعد ،، ربّ ضارةٍ نافعة
الكاتب: د. هيفاء بنت علي القحطاني.
الأستاذ المساعد بقسم الأحياء- كلية العلوم.
كلنا يعلم بأن التعليم عن بُعد بجميع أنواعه من الأمور التي تهتم بها الجامعات العريقة ومراكز التعليم والتدريب، وأن هذا الاهتمام يأتي كنتيجة طبيعية لحدوث هذا التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم؛ خاصة في مجال تقنية المعلومات وتبادل المعرفة تقنياً.
والتعليم عن بُعد هو أحد طرق التعلّم العصرية والحديثة، التي تعتمد أساساً على قيام المدرس أو الأستاذ بإلقاء محاضراته من فصل افتراضي، ويستقبلها طلابه في أي مكان يتواجدون به ولو كانوا في مدينة أخرى أو في أي بقعةٍ من العالم.
وهذه النوعية من الفصول الافتراضية تتيح للجميع المشاركة التفاعلية والمشاركة الصفية بشكل يحقق الفائدة المرجوة للطلاب، ويضمن حصولهم على مادة علمية قيمة وثرية ومعرفة حقيقية بجودة عالية وكأنهم في قاعة صف واقعية .
والتعليم عن بُعد "Distance Learning" هو أحد إفرازات التعلم المعرفي المتقدم والنهضة العلمية والتقنية الحديثة والمتسارعة، التي أصبحت تقدم المزيد من الحلول للبشرية في سبيل تقديم المعرفة لشريحة واسعة من البشر دون الحاجة إلى الالتزام بالتواجد المكاني. وهذا النوع من التعلموالذي يفتح للبشرية آفاقاً واسعة من التقدم والتطور تزداد الحاجة إليه في الظروف الطارئة مثل ما يمر به العالم اليوم بسبب انتشار جائحة كورونا .
وفي ظل الاهتمام العالمي المتنامي بأنظمة وفلسفة التعلم عن بُعد. فإن جامعاتنا السعودية لم تتخلف عن الركب ولم تتأخر في مواكبته، فقامت تحت ظل وتوجيه واهتمام ورعاية دائمة من لدّن قائد المسيرة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، بتذليل كل الصعوبات وتسخير كل الإمكانيات و توفير كل الدعم؛ لتقوم الجامعات بالتفعيل الكامل والنشط لوسائط التعليم عن بُعد بكل ما تحتاجه من طواقم فنية وكوادر مهنية ودعم لوجيستي، حتى لا تتوقف عجلة العلم والمعرفة ولا يتأثر طلابنا وطالباتنا بالظرف العالمي الطارئ.
وختاماً ، فإن هذه الجائحة العالمية رغم صعوبتها إلا أنها كانت سبباً – بعد الله – في خوض تجربة التعليم عن بُعد، وهي التجربة الثرية التي مارسناها طوعاً ومحبة، واكتشف الفرد في نفسه امتلاكه للقدرة على التغيّر والتطور ومواكبة الحديث من وسائل المعرفة عن بُعد ، وأن المحاضرات الصفّية التقليدية قد تصبح يوماً ما من قصص الماضي الجميل نرويها لأحفادنا وقد عفا عليها الزمان .
