المرأة السعودية في عهد التمكين رؤى مستقبلية
الكاتب: أ.د. هيفاء بنت عبدالرحمن بن شلهوب
مديرة مركز الأبحاث الواعدة في البحوث الاجتماعية ودراسات المرأة
عند الحديث عن التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، لا يمكن إغفال أو تجاهل دور المرأة السعودية ومشاركتها في عملية التنمية، فقد استطاعت أنْ تخطو خطوات تاريخية مشرّفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر ومخرجاته ومراحله المختلفة بفضل من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، التي أولت الرعاية لكل ما من شأنه دفع عجلة التنمية الوطنية على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بدءًا من منحها حق التعليم وصولًا إلى تقليدها المناصب العليا.
فمسيرة المرأة السعودية مستمرة إلى الأمام خاصة في مجال التعليم حيث نشهد في كل يومٍ جديد إنجازات للمرأة. وقد أُنشئت المدارس النظامية لتعليم البنات في عام 1959م ، ثم أُنشئت أول كلية للبنات وهي كلية التربية في عام 1970م، إلى أنْ دُشنت أول جامعة نسائية في المملكة (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) 2008 م.
ولقد أثبتت المرأة السعودية قدرتها على العمل وتحمل المسؤوليات بنجاح كبير، سواء أكان ذلك بقيامها بواجبات الأمومة أو في شغلها للمناصب أو من خلال خدمة مجتمعها في المجالات جميعها.
واليوم نؤمن بأننا في عصر متميز جديد من عصور المرأة السعودية، حيث أصبحت المرأة تشارك الرجل في صناعة القرارات وفي التطور والتنمية.
إنّ تمكين المرأة السعودية هو أحد أركان رؤية المملكة العربية السعودية 2030، فقد تجاوز الزمن كل العقبات التي كانت تحاصر المرأة وتعطلها عن اللحاق بركب التنمية والمشاركة في التأثير والبناء.
فقد مُنحت المرأة حقوقها الكاملة ومنها قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، واستخراج الوثائق، والسفر والتنقل، وفي مكانتها في الأسرة. فهي قراراتٌ تزيد من تمكين المرأة من حقوقها وتفتح الباب لمشاركتها الفعالة في بناء مستقبل وطنها وتحقيق رؤيته وأهدافه الطموحة، وتنقل المجتمع نقلة نوعية نحو مزيد من حشد الجهود نحو المستقبل وحشد كل طاقات المواطنين نحو مجتمع أكثر حيوية ودولة أكثر قوة. فقد أثبتت المرأة السعودية نفسها وقدراتها وعلمها ومعرفتها في شتى المجالات العلمية والعملية، وقد آن الأوان أنْ تُترجم نجاحاتها السابقة كلها وتبني عليها نجاحات مستقبلية أكبر وأوسع.