النساء في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات
الكاتب : د. شبانا محمد عروج
أستاذ مشارك في قسم الهندسة الكهربائية- كلية الهندسة
ترتاد العديد من الإناث المدارس مقارنة بالماضي ولكن! أيمتلكن فرصاً وامتيازاتٍ مساوية لتلك التي يتمتع بها الذكور؟ تقف التحيزات والمعايير الاجتماعية والتوقعات حاجزاً أمام العديد من الإناث، وتؤثر سلباً على نوعية التعليم الذي يتلقينه والمواضيع التي يدرسنها.
تؤثر عوامل عديدة ومترابطة على مساهمة الفتيات والنساء ومشاركتهن وإنجازهن وتقدمهن في دراسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومهنها.
وتشكل هذه العوامل عقباتٍ في طريق الإناث، ومنها مهارات الفرد، وقدراته، والهرمونات، والصفات المعرفية، والتعليم الأبوي، وبيئة التعلم، والمعايير الثقافية والاجتماعية، والمعتقدات، والاهتمامات، والتحفيز وغيرها...
ماتزال نسبة الذكور من القوى العاملة في العديد من البلدان راجحة عليها من الإناث ولاسيما في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث تمثل الإناث أكثر من 1/3 القوى العاملة في مجال البحث والتطوير فقط في آسيا الوسطى (48.2٪)، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (45.1٪)، والدول العربية (41.5٪) وأوروبا الشرقية الوسطى (39.3٪) .
ومن أجل زيادة عدد النساء في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، تقف على عاتقنا مسؤولية تثقيف بناتنا وتوعيتهن بالامتيازات المصاحبة لهذه المجالات، ويجب علينا تعزيزهن وتقويتهن بتعريفهن بدراسات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وبدعمهن الكامل.
حيث تحتاج الشابات إلى نماذج حية في المجال يحتذين حذوهن في تقديم أنفسهن لهذه المجالات. وهن محظوظات جداً بوجود العديد من النساء الرائدات ليسرن مسيرتهن الحافلة. ويجب علينا أن نحتفي بهن بمشاركة قصصهن مع الفتيات لنرسم تصوراً بأنّ وظائف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هي مجال كل شغوفٍ بها.
ولا مضاهاة للتجربة الحقة وقد يفضي لقب مبرمجٍ ومهندسٍ في نفس المرء شيئاً من الرهبة، وقد تواجه الفتيات صعوبة في تصور أنفسهن في هذه مجالات إنْ لم يسمعن ويلامسن تجارب غيرهن الحقة.
ولا تكفي مناداتنا بأنّ مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لها فرصٌ مهنية ممتازة، ولكن كمهندسين يجب أنْ نخطو خطوة إلى الأمام ونظهر لهن كيف لهذه المجالات أن تحدث فارقًا. فجل ما في الأمر أن نجعل هذه المجالات ميسرة ومرحبة ومؤثرة.