التعلّمُ عن بُعد ... وسيلتُنا
الكاتب: أ. بدور عبدالعزيز الفالح.
قسم الترجمة - كلية اللغات.
جاء في معاجم التربيةِ والتعليم أنّ التعليمَ عمليةٌ تفاعلية لنقلِ الخبراتِ والمعارفِ والمعلومات من المُعلمِ إلى المُتعلّم أو من المُرسل إلى المُستقبلِ، وتُعرَف هذه العملية بإيصال المعلومة أو الخبرة أو المعرفة. أمّا التعلّم فهو سلوكٌ يقوم به المرء (المُتعلم) لكسبِ المعلومةِ والخبرة والمعرفة؛ ليتمكن من خلالها من أداءِ عملٍ ما. فالمتعلمُ من يُحاولُ أن يقتنصَ المعلومة من أمهاتِ الكُتب والبحوث أو من الأفواه، المتوفرةِ -بالوقتِ الحاضر- بكثرةٍ من خلال المصادر المرئية والمسموعة والمقروءة؛ ذلك أنّ التعلّمَ يحدثُ من خلالِ عناصرٍ ثلاثة: المُعلم والمُتعلم والمحتوى. وفي عصرِ النهضة والعلمِ والمعرفة؛ برزَ وظهرَ ما يُعرف بالتعليمِ الإلكتروني أو التعليمِ عن بُعد، وهو الأسلوب أو الطريقة أو النهج الذي ينهجهُ المُتعلم للحصولِ على المعرفةِ من مصادرها ومن مظانِها؛ إذ من خلالها تتوسعُ مداركه وتنضجُ معرفته وتثبت المعلومة. ولنا في أسلافنا القدوة والأسوة؛ فقد تعلموا من خلال أمهاتِ الكُتب رُغمَ قلّتها، يضربونَ بطونِ الإبل حتى يحصلوا على معلومةٍ ما. وفي عصرنا الحاضر؛ تيّسر وسَهُل الحصول على المعلومة، فما على المُتعلم إلا أن يثنيَ الرُكب ويستنبطَ ما يُريد، ويبقى دورُ المعلمِ مُشرفًا ومُرشدًا وناصحًا وموجهًا. وبظني، بل يقيني أن المدلولَ الحقيقي هو التعلّمُ عن بُعد وليس التعليم عن بُعد؛ ذلك أن المُتعلم كما أوردنا هو قُطب الرَحى -لا سيما في التعليمِ الجامعي- حيثُ يبقى دورُ الأستاذ الجامعي الإرشادُ والتوجيه، وهذا ما هو معمولٌ به في كثيرٍ من جامعات ومعاهد العالم منذُ زمنٍ بعيد، فالطالبُ الجامعي عليهِ البحث والتقصّي عن المعلومة، وهذا ما هو مُمارسٌ أيضًا في كلية اللغات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن؛ حيث أن من أهدافها إيجادُ بيئةٍ تعليميةٍ وتدريبيةٍ تحفيزيةٍ تتسمُ برحابةِ الأفقِ المعرفي والإبداعي، مع تطبيق نظام الدراسات البينية الذي يوفر بدوره فُرص التعلّم والتطوير الذاتيّ والمهني والابتكاري، وتشجيع الباحثات على الإبداع والابتكار؛ ومن هُنا أخذ أعضاء هيئتها التدريسية على عاتقهم هذا المُعترك. ومما تجدُر الإشارة إليه أنّ جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن طرحت مقرراتٍ الكترونية تفاعلية وتفعيل التقنيات الحديثة لعدد من المقررات منذُ عامِ 2017-بما يتناسب مع المعايير الوطنية والعالمية- وذلك لتعزيز قدرة الطالبات على التعلّم الذاتيّ ومواكبةِ تحدياتِ عصرِ التطوّرِ التقنيّ.
فليكُن شعارُنا التعلّم عن بُعد وسيلتُنا إلى تعلّمٍ ذاتيّ ومخرجاتٍ تعليميةٍ طموحة...