لماذا يحتاج العالم إلى المزيد من النساء في المناصب القيادية؟
الكاتب: د. هوازن بنت زامل المقرن
مديرة مركز القيادات النسائية ومستشارة رئيسة الجامعة
تعددت الأسباب العلمية والمنطقية التي تبرر حاجة العالم لوجود النساء في المناصب القيادية. حيث إنّ الاستفادة من طبيعة ومهارات المرأة المختلفة عن الرجل يخلق تكاملاً في الكفاءات التي من خلالها يُقدم العمل القيادي بأفضل وجه.
ومن أهم الأسباب التي توضح أهمية تفعيل الدور النسائي في الأدوار القيادية.
أولاً: التوازن بين الحياة الشخصية والعمل. أثبتت الدراسات أنّ النساء يضعن قيمة عالية للتكامل بين الحياة والعمل والعلاقات الاجتماعية. فالعمل بالنسبه لهن ليس مصدر دخل مادي فقط، و هذا ما أثبته الاستبيان الاستقصائي الذي أجراه مركز القيادات النسائية في جامعة الأميرة نورة حول النساء في المناصب القيادية، حيث وجد أنّ 44% من العينة يعتقدن أنّ أكبر تحد يواجههن هو العثور على توازن سليم بين العمل والحياة الخاصة. الموازنة بين الحياة والعمل بشكل كامل ودائم يعتبر تحدي كبير يواجه الجميع . إلا أنّ تقدير النساء لهذه القيمة يدل على قدرتهن على القيام بدور قيادي/ إنساني وذلك من شأنه رفع السعادة في بيئة العمل وبالتالي رفع الإنتاجية.
ثانياً: الذكاء العاطفي. الذكاء العاطفي للقادة في الوقت الحاضر أصبح يفوق أهمية الذكاء المنطقي. وبناء على دراسات حللت الملايين من اختبارات الذكاء العاطفي التي أجريت حول العالم، تبين أنّ النساء يتميزن بسمات مختلفة تماماً عن الرجال، إلا أنّ تلك السمات تخدم الجانب القيادي المتكامل الذي يتطلب تفعيل الجانب الإنساني قيادياً. وهذا بدوره يحقق التوازن الذي تحتاجه الشخصية القيادية الناجحة، كما يقدم وجود المرأة تنوعاً تحتاجه المؤسسات في القيادة. حيث إنّ أهم نقاط القوة للمرأة بشكل عام هما التعاطف والإرشاد، وهاتان السمتان تخدمان التصور الأمثل للقائد الناجح بجانب الصفات القيادية الأخرى.
ثالثاً: تعدد الأدوار اليومية للمرأة. أكدت الدراسات النفسية و الاجتماعية أن طبيعة المرأة الفطرية تؤهلها للقيام بأكثر من دور بسلاسة و بنجاح دون أنْ يطغى أحد الأدوار على الآخر، مما يجعلها قادرة على الاستجابة السريعة للمشاكل الإدارية المختلفة والمتزامنة في وقت واحد.