نظمت كلية الصيدلة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلة بوكالة الدراسات العليا والبحث العلمي في وحدة خدمة المجتمع ملتقى (الصيدلي في خدمتك)، برعاية سعادة وكيلة الجامعة للشؤون الصحية الدكتورة/ سمر السقاف، وبحضور عميدة كلية الصيدلة ووكيلة الدراسات العليا والبحث العلمي بالكلية وذلك يوم الأربعاء الموافق 2 /6 /1438هـ ،في تمام الساعة 9 صباحاً إلى 12 ظهراً في مسرح كلية الآدابA4، ويهدف الملتقى إلى تعزيز الوعي الصحي وطريقة استخدام الأدوية والأعشاب بعد استشارة الصيدلي.
بدأ الملتقى بآيات من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقت وكيلة الدراسات العليا والبحث العلمي بكلية الصيدلة الدكتورة مي المكينزي كلمتها بهذه المناسبة مرحبه بالمشاركين والحضور، وبينت المكينزي دور الصيدلي وأهميته في المجتمع بأنه يلعب دوراً بارزاً في حماية صحة المواطنين ضمن إطار النظام الصحي, بل ويعتبر العمود الفقري لهذا النظام نظراً لاحتكاكه المباشر مع المواطنين ولما يتمتع به من علم ومعرفة متخصصة في مجال الصحة والدواء فالممارسة الجيدة لمهنة الصيدلة تدعم وبشكل أساسي بنية الرعاية الصحية للمواطنين وتشكل حيزاً هاماً في إتمام عملية علاج المريض وإن الاتصال المباشر واليومي الناتج عن تواجد الصيدلي الدائم في صيدليته يؤمن للمريض الاستفسار عن استعمال الدواء وملابساته فالصيدلي هو وحده الذي يلم إلماماً كاملاً بتركيب وتحضير وتطوير الدواء, وهو الذي يدرك الآثار الجانبية والتضادات والتفاعلات مع الأدوية الأخرى كما يدرك حركية الدواء مع الغذاء لذلك يؤكد الجميع بأن مصلحة المريض تكمن في استشارة الصيدلاني في سائر أمور الدواء، ومساهمته الفعالة في تطوير الخدمات الصحية ترجع لكونه على اتصال دائم بالمجتمع لذلك تعتبر مهنة الصيدلة من المهن المهمة والأساسية في أي نظام صحي في العالم.
ولقد درجت العادة على تعريف الصيدلاني بأنه ذلك الشخص الذي يستخدم مهاراته في تحضير وحفظ وتركيب وصرف الأدوية ويتمثل دوره في الممارسات الصيدلانية التالية: إدارة عامة للمؤسسات الصيدلانية -صرف الدواء- رعاية المرضى، ومما لاشك فيه أن الصيدلاني يحمل عبئاً كبيراً في تطوير المهنة والارتقاء بها لتواكب ركب التطور العظيم الذي يجري في قطاع الدواء, وليكونوا أعضاء فاعلين في مواجهة التخلف والمرض, فتقدم العلوم الصيدلانية مستمر والتقنيات الصيدلانية الحيوية واللقاحات الناتجة عن الهندسة الوراثية وظهور طرق جديدة لإعطاء الدواء, تحكم على الصيدلاني أن يواكب هذا التقدم العلمي ولا يمكن أن يتم تحقيق ذلك إلا بالتعليم المستمر للصيدلاني ويجب الانتقال من مفهوم الخدمات الصيدلانية إلى الرعاية الصيدلانية لأنها أشمل في تحمل المسؤولية من قبل الصيدلي تجاه الوسط الذي يعيش فيه, وللوصول إلى رعاية صحية شاملة لأفراد مجتمعه.
ومن جانبها أوضحت الدكتور هيلة القصير المتحدثة عن تاريخ وأصل مهنة الصيدلة في العصر الاسلامي، موضحتاً بأن الأطباء العرب والمسلمون بذلوا جهوداً عظيمة في ترجمة كنوز الحضارات السابقة فحفظوها من الضياع والانقراض وساهموا في تطوير علم الطب.
وتناول أستاذ علم العقاقير ورئيس قسم العقاقير وعميد كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود سابقاً الدكتور جابر القحطاني دور الاعشاب في الطب البديل وفوائده وأضراره، موضحاً بأن التداوي بالأعشاب من الظواهر العريقة في شبة الجزيرة العربية منذ قديم الزمان، وكان الأطباء العرب القدماء يؤمنون بأنه لا يوجد مرض لا يمكن علاجه بالنباتات، وقد تدرجت معرفة هذا النوع من التداوي من سلالة إلى أخرى حتى كونت ما يسمى بالطب الشعبي في العالم العربي ولقد اشتهر العرب في تطوير التداوي بالأعشاب خلال العصور الوسطى، وانتشرت أبحاث ومخطوطات مبنية على قواعد قوية إبان العصر الذهبي للطب الإسلامي، حيث انتشرت شهرة الأطباء العرب عبر العالم مع انتشار الاسلام، وبالأخص عن طريق الحجاج الذين يفدون إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وتمتاز الأقطار العربية باتساع رقعتها واعتدال جوها، لذلك فهي تملك ثروة طبيعية وأخرى اقتصادية هائلة من الأعشاب الطبية والعطرية، استخدمها قدماء المصريين والعرب من قديم الزمان، ويشهد على ذلك ما دونه المصريين في بردياتهم، والعرب في مذكراتهم وموسوعاتهم عن النباتات الطبية، وكذلك ما تحويه أسواق العطارين من الأعشاب والثمار والبذور التي يستخدمها العامة في علاج أمراضهم، وما يزال تجار العطارة يستخدمون موسوعة ابن سينا، وتذكرة داؤود ومؤلفات الرازي وابن البيطار، وغيرها من كتب العلماء العرب لعلاج المرضى.
كما قامت الطالبات والمنسوبات بتوجيه الأسئلة للدكتور القحطاني عن الطب البديل وما له من فوائد وأضرار وأسهمت الإجابات في رفع الوعي لدى الطالبات والمنسوبات بالجامعة، وأيضا استعرضت طالبات كلية الصيدلة فقرات متنوعة تحت عنوان "ملاحظات صيدلي" .
من جانبها تحدثت الأستاذة نجد الدويش من هيئة الغذاء والدواء عن أثر مستحضرات التجميل المغشوشة على الصحة.
ولاقى الملتقى نجاحاً كبيراً في إبراز دور الصيدلي وتعزيز الوعي لدى الشباب في استخدام الأدوية والأعشاب بالطرق الصحيحة .
