يُعتبر مرض التهاب المفاصل الروماتويدي أكثر الأمراض الروماتيزمية انتشارًا في العالم، وهو مرض مزمن يسبب آلامًا وتورمات في المفاصل، وقد يؤثر على الأعضاء الأخرى كالرئتين والجلد والعيون والقلب. مرض التهاب المفاصل الروماتويدي لا يؤثر على خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل بشكل عام، ولكن تحدث العديد من التغييرات في جهاز المناعة أثناء الحمل، وذلك نتيجة استجابة للتغيّرات في مستويات الهرمونات الأنثوية عند التخطيط للحمل، يجب على النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي إخبار الطبيب/ة المختص بأمراض الروماتيزم، إذ يجب التوقف عن تناول بعض الأدوية الموصوفة بشكل شائع، مثل: الميثوتريكسات، ثلاثة أشهر على الأقل قبل محاولة الحمل، وذلك لأن الميثوتريكسات ممنوع استخدامه في الحمل لما قد يسبب من تشوهات في الأجنة -لا سمح الله- مع الاستمرار على تناول حمض الفوليك، ويمكن استبدال الميثوتريكسات بأدوية أخرى، مثل: البلاكونيل، والسلفاسلازين، وبعض الأدوية البيولوجية التي لا تتعارض مع الحمل. ومن المهم جدًا استخدام نوع فعّال من أنواع موانع الحمل باستمرار عند تناول بعض علاجات التهاب المفاصل الروماتويدي، كالميثوتريكسات لمنع الحمل غير المخطط له. وقد يكون تأثير التهاب المفاصل الروماتويدي وعلاجاته على الحمل مصدر قلق للمرأة الحامل، أو التي تخطط للحمل ولكن وجد أنّ 50 ٪ إلى 70٪ من النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد تتحسن الأعراض أثناء الحمل، بدءًا من الأشهر الثلاثة الأولى ويستمر هذا التحسن حتى الولادة.
مرض التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أنْ يؤثر على حياة المرأة ووظيفتها تأثيرًا سلبيًا، حيث لديهن الكثير من المسؤوليات، بما في ذلك الدراسة، والعمل، والمنزل، وتربية الأطفال وتدريسهم، فمن المهم بشكل خاص بالنسبة للمرأة التركيز على تعديلات، وجودة نمط الحياة، مثل: النوم الجيد المنتظم، والتغذية الصحية الجيدة، والتمارين الرياضية، والالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص، وخطوات السيطرة على مخاطر مضاعفات المرض، بما في ذلك هشاشة العظام وأنْ تستفيد من جميع الأدوات المتاحة لها لمساعدتها في حياتها اليومية، فمن المهم الانتظام في استخدام الكالسيوم وفيتامين دال والحرص على أخذ التطعيمات الموصي بها علميًا.