تسجيل الدخول
|

معلم رؤية الوطن (نظرة تأمل واعدة لمستقبل طموح)

مشاركة
​​

لكل عصرٍ سماتٌ تُميزه..

ولكل ميدانٍ مجالاتٌ تضبط منظومته..

ولكل معلم ٍجيلٌ يضع فيه بصمته ويحدد هويته؛ ونحنُ اليوم نُعِدُّ ونبنِي معلمًا مبدعًا ومبتكرًا وذا همةٍ في ظل مهارات القرن الحادي والعشرين، وفي ظل رؤية وطنية بلغ طموحُها عنان السماء، متخذةً من مقولة سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان، سراجاً ومنهاجًا حين قال: " دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة".

ولا شك أنَّ أهم هذه القوى هي قوة التعليم ومخرجاته، التي تؤثر وتتأثر بمستجدات العصر واقتصاديات المعرفة، ومعايير جيل المستقبل وتطلعاته.

فنحن نعيش في عصرٍ ترقى فيه المجتمعات وتتمايزُ بقدر ما تحرزه من تطور وتقدم علمي، وأكاديمي، وتعليمي في كافة المجالات العلمية، والتطبيقية، والإنسانية.       

ولقد أدركتْ عددٌ من الدول المتقدمة في مجموعة العشرين ومنها المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الوطنية الرشيدة، أهمية التعليم ومخرجاته في نمو اقتصاديات الدول، فاستثمرت جهودها وطاقاتها العلمية، والفكرية، والتقنية، والاقتصادية؛ لتطوير مجتمعاتها، والانتفاع بثمرات إنتاجها العلمي والتقني.     

وعند الحديث عن أهمية التعليم، ودوره المحوري في عجلة التطوير والبناء، وفي عصر سِمَتهُ الأساسية التميُّز والابتكار والإبداع، وفي ظل ما يواجهه العالم من ثورة تقنية، واقتصادية، ومعلوماتية تتطلب وجود قاعدة علمية قوية الأساس وعميقة الجذور، لا بُد أنْ يكون المعلم فيها هو حَجَر الزاوية ومناط التكليف.          

فهو الذي يُعول عليه صناعة جيل جديد يتسلح بمنظومة القيم، والمهارات العلمية، والمهنية، والمعرفية التي تحقق مستهدفات الرؤية وتطلعات الوطن.       

ومن هنا كانت ومازالت التنمية المهنية للمعلم صمام الأمان وأداة التغيير، والتي تضمن رفع مستوى أداء المعلمين، وتنمي اتجاهاتهم الإيجابية نحو التخصص، ومهنة التدريس الاحترافي والنوعي.

وتحقيقًا لهذه الحقائق والمسلمات، فعلى كل تربوي سواء في مؤسسات التعليم العام أو الجامعي مسؤوليةً تتلخص في عددٍ من المرتكزات للتطوير الذاتي، والمهني، للممارسات التدريسية، واستراتيجيات التعليم والتعلُّم، وأساليب الاتصال والتواصل مع الطلاب، ومن أبرزها:

-مسايرة الاتجاهات العالمية الحديثة، والدراسات المتخصصة، والتي أكدت على أهمية بناء شخصية الطالب، بمهارات وأدوات علمية، وعملية وتقنية، تُساير عصر التطور التقني والذكاء الاصطناعي.

- استخدام أساليب تعليم وتعلُّم حديثة تُؤكد على دور ونشاط المتعلِّم، والتفاعلات الاجتماعية بين المتعلمين.

- تهيئة بيئة تعلُّم اجتماعية ذكية محفزة ومشوقة؛ لتعزيز مهارات التعلُّم وعمليات العلم.

- ​إكساب مهارات التعلُّم الذاتي المستمر مدى الحياة، عن طريق بناء شخصية " كيف أعمل كالعلماء!".

- تفعيل حركات النقاش والمناظرات الفكرية العلمية والنفسية، وتفعيل دور المرشدين الاجتماعيين؛ للارتقاء بالسلوك، وتصحيح الفكر القويم في ظل منظومة القيم الدينية، والاجتماعية، والتربوية.

- ترسيخ ثقافة الإنتاج لا الاستهلاك، عن طريق تبنِّي نظريات الإبداع للابتكار والريادة.

-  ربط عمليات التعليم والتعلُّم وأنشطته بمهارات الحياة واحتياجات سوق العمل.

وأخيراً.. لا شكَ أنَّ الإبداع والابتكار في العملية التعليمية يُمثل تحدياً لأي نظام تعليمي يَنْشُدْ التميُّز والاستثمار المعرفي، وهذا التحدي يمكن تحويله إلى معطيات حافزة وناجحة – إذا آمنا بمبدأ – أنَّ التعليم لا ينحصر في المعارف ونقلها فقط! ، وإنما كيف نتعلَّم ؟ وكيف نُعلّم؟ وكيف نصل لمنتج معرفي اقتصادي ابتكاري، منتج يضيف فارقًا للعلم والإنسانية.

وفي الختام، أختم بمقولة الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-: " لو لم أكن ملكاً، لكنت معلماً".

كل عامٍ وكل معلمٍ يحتفلُ بإبداعٍ وتميُّزٍ وعطاء.