تضم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها، والذي يعد واجهة حضارية عالمية للجامعة، حيث يضم المعهد طالبات من أكثر من ٤٠دولة حول العالم تتمايز فيه الثقافات وتترابط بتبادل ثقافي فكري وحضاري وتتوحد فيه اللغة تحت سقف واحد، وقد أنشئ هذا المعهد بتاريخ 19 /12 /1433هـ تحت اشراف وكالة الشؤون التعليمية بالمعهد، برؤية واضحة تنص على الريادة العالمية في تعلم وتعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها، وتأصيلا لرسالته التي يسعى لتحقيقها وهي تعلم وتعليم اللغة العربية من خلال تقديم برامج أكاديمية وتدريبية وبحثية رائدة لغير الناطقات بها, وإقامة شراكات محلية وعالمية، وتسعى الوكالة إلى تحقيق هذه الأهداف باعتماد عدة مشاريع ضمن عدة أُطر، كإطار تطوير البرامج التعليمية وتوسيع آفاقها بما يلبي حاجة المجتمع الدولي والمحلي من النساء الراغبات في تعلم اللغة العربية، في ضوء معايير و أسس علمية مدروسة، وفي هذا الصدد تم تقييم برنامج اللغة العربية للناطقات بغيرها، وبناء على نتائج التقييم تم الرفع بمتطلبات تطوير برنامج دبلوم اللغة العربية للناطقات بغيرها، والمعهد في تطوير مستمر بهذا البرنامج بالتعاون مع وكالات المعهد لشؤون الطالبات والجودة والتطوير، حرصا من المعهد على مواءمة برامجه مع المعايير العالمية لتعليم اللغات، ومن المتوقع أن تتم ترقية برنامج الدبلوم بالشراكة مع كبرى الشركات التعليمية لتحقيق جودة برامجية وتوسيع آفاق البرنامج حيث سيكون تطلعا لكل من ترغب بتعلم العربية في بيئتها، وحرصا من المعهد على تحسين مخرجاته التعليمية قام المعهد بعقد شراكة ذات صيغة دائمة مع المركز الوطني للقياس والتقويم لعقد اختبار الكفاية اللغوية لطالبات المعهد بهدف التأكد من قدرة الطالبة على الالتحاق بالدراسة الجامعية بعد التخرج من المعهد .
كما أقام المعهد برنامجا للدورات التعليمية لتعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها، وهو برنامج قوي البنية العلمية، تقوم على تنفيذه نخبة من أعضاء هيئة التدريس المتخصصات في تعليم اللغة العربية لغة ثانية، ويقدم هذا البرنامج تلبية للإقبال المتزايد على تعلم اللغة العربية من المقيمات بالسعودية ضمن مسارين يتوافقان مع أهداف المتقدمات هما تعليم اللغة العربية لأغراض التواصل الحياتي، وتعليم اللغة العربية لأغراض خاصة (دبلوماسية، تجارية، أكاديمية، ثقافية ....الخ) وفي إطار تطوير أعضاء هيئة التدريس بالمعهد دشن المعهد مشروعا رائدا بمسمى ( إثراء وعطاء) بالتعاون بين وكالة الشؤون التعليمية بالمعهد ووكالة التطوير والجودة، ويتسم هذا المشروع بالتخطيط الدقيق المبني على دراسة الاحتياجات التدريبية للأعضاء ، وتبادل الخبرات المكتسبة والمميزة بالابتكار في التدريس والتقويم .
وفي هذا الإطار تنظم مجموعة من اللقاءات العلمية التي تحضرها الأعضاء ويستضاف لكل لقاء إحدى الأعضاء لعرض تجربة ناجحة أو فكرة مهنية أو لإجراء عصف ذهني حول قضية تعليمية.
كما تُنظَّم في مسار ثانٍ لمشروع إثراء وعطاء مجموعة من الدورات التدريبية المصنفة لثلاثة مسارات ذات علاقة بالتخصص وتهدف هذه الدورات إلى تكوين مجموعات متخصصة تتأهل بعد ذلك لأن تتشكل في المعهد دوائر استشارية من متخصصات علم اللغة التطبيقي والمعهد بذلك يكوّن بيت خبرة رائد وشامل لكافة متطلبات التخصص بأبعاده المنبثقة منه.
ومن ناحية أخرى فقد اهتم المعهد بتوفير أعلى مستويات الجودة الشاملة في العملية التعليمية حيث صمم أعضاء المعهد حقيبة تدريبية متكاملة لتأهيل معلمات العلوم الدينية لتعليمها للناطقات بغير العربية لضمان تقديم الخطة الدراسية بكافة مقرراتها بأسمى الأداءات التدريسية التي تطمح أن تراها كل طالبة.
ويتميز المعهد عن المعاهد النظيرة بعضواته المتخصصات تخصصا دقيقا في مجال علم اللغة التطبيقي وفروعه والذي يعد من التخصصات النادرة على مستوى العالم، وهذه الميزة تجعل الأعضاء يبذلن جهودا مضاعفة في تقديم المقترحات التطويرية أو المبتكرة بهدف إثراء حقل التخصص بمبادرات أكاديمية ترقى لتعليم اللغة العربية حول العالم، كالمبادرات التقنية ومنها تدشين موقع نادي العربية الذي يخدم كافة متعلمي العربية حول العالم، وهو موقع يضم مجموعة من اختبارات تحديد المستوى في مجال فهم المسموع والمقروء للناطقين بغير العربية، كما تمت صياغة مشروع عالمي بمعايير عالية المستوى بمسمى (المدينة العربية الإلكترونية) وهو تصور مقترح يهدف إلى إنشاء بيئة افتراضية عربية بتقنية 4D عالية المستوى تتاح عبر النت، وهذا المشروع يعد نطاقا استثماريا للمعهد والجامعة ويتوقع أن يحقق عوائد استثمارية عالية بما يساهم في تحقيق اقتصاد معرفي للجامعة والعالم.
كما تسعى وكالة التطوير والجودة إلى الارتقاء بجميع جوانب العملية الأكاديمية في المعهد من برامج ومقررات ووسائل وتقنيات، وتطوير العمل الإداري وتنمية مهارات جميع موظفي المعهد، بما يحقق جودة الأداء وتوفير معايير الاعتماد الأكاديمي للمعهد وبرامجه، لذا يسعى المعهد إلى تطوير برامجه والتأمل للحصول على الآيزو، حيث يحرص المعهد على تطبيق كل ما يتعلق بمتطلبات الجودة من تفعيل لجان الجودة وتطبيق استمارة تقييم النظير على الأعضاء، رغبة في إثراء خبرات عضو الهيئة التعليمية من نظيره.
ويعتبِر المعهد عضو هيئة التدريس أحد الركائز الهامة في المنظومة التعليمية؛ لذا حرص المعهد على الاهتمام به من خلال الابتكار والبحث وصقل موهبته وقدراته علمياً وبحثياً، واستشعاراً بأهمية التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد يحرص المعهد على حث أعضاء الهيئة التعليمية على تعلم نظام البلاك بورد وتطبيقه على المقررات الدراسية، واستخدام استراتيجيات متنوعة في التدريس، تكون مواكبة لتقنيات العصر الحديثة.
ويسعى المعهد إلى تطوير طالباته من خلال وكالة الشؤون الطلابية عبر تقديم برامج ودورات تدريبية متنوعة ورحلات ثقافية تعرفهن على تراث المملكة العربية السعودية وتربطهن بالواقع، مثل برنامج التبادل اللغوي الذي يتم من خلاله اتخاذ شريك لغوي، بحيث يكون الشريك مسانداً لتعلم اللغة الثانية خلال 11 أسبوعاً وبواقع 4 ساعات أسبوعياً كحد أدنى. فيتم التواصل بين الطالبات السعوديات وطالبات المعهد لتعلم اللغات والتعريف بمظاهر الثقافة السعودية .
كما عقدت العديد من الأنشطة والرحلات و الدورات التدريبية خلال العام الدراسي منها دورة سفير الحوار الحضاري تهدف إلى تعريف الطالبات السعوديات بالثقافات المختلفة والعادات المتنوعة، وتعريف طالبات المعهد بالثقافة السعودية من خلال الحوار، ودورة تدريبية على اختبار الكفاية اللغوية، بالإضافة إلى دورة تدريبية على الخط العربي، وزيارة المهرجانات كالجنادرية، والمكتبات كمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وجلسات حوارية بعنوان مفاهيم عقدية وتستهدف الجوانب العقدية للطالبات.